يبدوا
للوهلة الأولى أن الزمن هو الذي تغير...
اذكر في طفولتنا كانت لعبتنا الرسم واليوم الكمبيوتر والنت و البلاي ستيشن
وفي طفولتنا
كانت القنوات التلفزيونية مدرسة من مدارس الحياة
وكانت هناك
ثوابت لا تتغير بها هل تذكر افتح ياسم سم وهيا الى المناهل
كان البث
التلفزيوني يبدأ بالسلام الوطني ثم القرآن الكريم ثم الرسوم المتحركة كسالي
الصبورة ثم المسلسلات العربية المحترمة والتي كان لا يصلنا منها إلا الصالح كالمال
والبنون و القضاء في الإسلام....
لان رقابة
التلفزيون في ذلك الوقت كانت لا تتجاوز الخطوط الحمراء و كانت تحمل في أجندتها ما
تحرص على احترامه بدءاً بالدين وانتهاء بالعادات والتقاليد كانت المشاهد
و الألفاظ
المنافية للدين والعرف تحذف والآن ؟ ماذا تبقى من إعلام ذاك الزمان؟
اليوم يقلك
حرية التعبير و الفن أصبح مدرسة تعلم طرق تناول المخدرات و الجنس باسم التمثيل
ويكافئ الفنان لإتقانه الدور مسلسلات تركية تفننت في نشر العشق الممنوع وأغاني نالها
المجون و السخف..
رجال يتقاتلون في نقاشات رياضية هذا برشلوني
وذاك مدريدي ...
و مذيعات
كدمى الأرقوز تتمايل يمينا وشمالا..
اااه في
صغرنا كنا نرسم على الجدران بالطباشير واليوم صارت الجدران ملطخة بدماء إخواننا
ونحن نتفرج كان الرجل وهو ابن 16 يحمل السيف يغزو ويفتح ويحرر البلدان واليوم هو
مراهق يضع ليكوتار وبعض الجل وربما قرط وسلسال وقد تبقى معه المراهقة لسن 40 "
نورمال" !!
كانت المرأة
في سن 16 زوجة صالحة وأم حنون عطوف واليوم هي فتاة مدللة أشبه بدمية باربي تتمايل
وتتراقص كــ......كانت تلبس المرأة عبائتها أو جلابتها السوداء فضفاضة لا تصف ولا
تشف بينما اليوم وباسم الموضة نزلت للكتف وضاقت حتى كادت تخنق من تلبسها وأخرى
كالتي رأيتها صباحاً تلبس ما لا يختلف عن فساتين السهرة
أصبحنا نتعامل مع الكبائر أنها حالات
نفسية...رجال يمارسون ..... ونقول إنها حالة نفسية ويغتصبوا آخرون بناتهم ونقول
حالة نفسية أبناء يمارسون العقوق بأبشع صوره ونقول حالة نفسية فتيات يمتهن ......
ونقول حالة نفسية ههههه أصبحت الحالة النفسية شماعة نعلق عليها خيباتنا .. ووقتنا
يستهلك في نقاشات مقرفة رجال دين ورجال علم اجتماع ورجال علم النفس يحللون
ويتباهون ومجتمع شاع فيه الجنس الثالث ومدمني الخمر والمخدرات ونحن نتكلم في
سياسات لا ساسوية في وقت نعلم أبنائنا الفضيلة والأخلاق نجد أسطول مدرع بالانحطاط
علينا مجابهته
من خلال ما قلت يبدوا أننا نحن من غيرنا
الزمان و وصلنا لمرحلة اللاعودة للماضي فليس علينا الوقوف على أطلاه
ونبكيه بل علينا أن نجاهد في التحسين وإنقاذ ما يمكن إنقاذه ليساير مع
متطلبات العصر متمسكين بأحكام الدين عل رب العزة يرحمنا